الجمعة، 22 يناير 2016

                           التقويم المستمر ما بين (أكون أو لا أكون)

مما لا شك فيه ان المسؤولين في وزارة التربية والتعليم يبذلون قصارى جهدهم للنهوض بمستوى التعليم في جميع المراحل؛ وصولاً إلى أفضل مخرج تعليمي ممكن، حيث حظى نظام تقويم الطالب الذي يعتمد على إتقان المهارات بنصيب وافر من تلك الجهود، لكن الملاحظ منذ بداية تطبيقه، أن هناك كثيرا من السلبيات تحيط بجوانبه، حتى أن الميدان التعليمي والتربوي طالب كثيراً بإلغائه والعودة إلى النظام السابق، أو محاولة تعديل بعض الملاحظات التي يعانيها، لا سيما وأن الوزارة تدرس حالياً النظام من خلال جهة تقويمية معتمدة.
وكما نحن نعرف بأن  التقويم في اي مرحلة  من المراحل يقوم على أركان أربعة هي: الطالب, المعلم, المنهج والإدارة. والذي يستند الى أركان التعليم ولا يؤدي وظائفه ولا يحقق أهدافه إلا بها.
ومما لا شك فيه ان المرحلة الابتدائية هي الاساس لبقية المراحل الدراسية ، وكلما كان الأساس في هذه المرحلة قوياً انعكس ايجاباً على المراحل التي بعدها ، وكلما كان ضعيفاً انعكس سلباً ويتمثل ذلك في التقويم المستمر المطبق بالمرحلة الابتدائية بالتعليم العام بمدارس المملكة العربية السعودية والذي مر بعدة مراحل منذُ مرحلة التجربة الأولى والتي بدأت  في العام الدراسي 1418-1419هـ ، ثم تدرج تطبيقه تباعاً في الصفوف الاولية ( الاول – الثاني – الثالث ) حتى عُمم على جميع الصفوف بالمرحلة الابتدائية منذ العام 1426هـ وحتى وقتنا الحالي ، ولكن نظام كالتقويم المستمر لا يخلو من بعض الصعوبات أو المعوقات تماما كأي نظام آخر له إيجابياته وسلبياته وهنا سنتعرض فقط للمشكلات التعليمية المتعلقة بتقويم الطالب.
مما لاشك فيه بأن التقويم المستمر أكثر شمولية ، لكنه قضى على فرحة النجاح لدى الطالب
بالاظافة الى انعدام الفوارق بين الطلاب.
ولم يقتصر هذا النظام عند ذلك الأمر بكل أصبح علامة فارقة في سماء المراحل التي تعتمد عليه في تقويم متعلميها .. كيف لا وهو النظام الذي يعتمد على مزاجية الطالب وبالتالي يفقد اهم ركن من أركان التقويم وهي المصداقية ناهيك عن العديد من المشاكل التي نستطردها تباعا وهي كالتالي :  

1- ضعف مخرجات المرحلة الابتدائية
2 – أن التقويم المستمر نظام لا يفرق بين القدرات والفوارق الفردية؛ لأن الطالب تعلم أنه ناجح مهما أهمل
3 – يقتل روح التفوق لدى الطالب المجتهد وأسرته، ويكافئ الطالب المفرط، حيث يساويهما في النتيجة النهائية
4 – فجوة كبيرة بين إتقان المهارات والتدريب عليها داخل فصول مزدحمة و«هيئة تعليمية» غير مؤهلة
5 – التقارير الميدانية أكدت تدني مستويات الطلاب والطالبات في مرحلة الصف الأول المتوسط، من أول فصل بعد تطبيق التقويم المستمر
6 – التقويم المستمر إذا لم يحسن المعلمون والمعلمات فهمه وتفاعل الآباء معه فسيكون تعليمنا في خطر وقد لا تحمد عواقبه
7 – إذا كان عدد الطلاب في الصف الواحد كبيراً، وهو الأمر الحاصل في معظم المدارس، فإن نظام التقويم سيصبح نظاماً ظالماً للطالب
8 – ضعف تدريب المعلم لن يضمن مراعاته للفروقات بين الطلاب وبالتالي ستكون أحكامه غير منصفة”
وكل هذه المعوقات التي ذكرناها ومازالت وزارتنا الموقرة متشبثة به لآخر رمق ....
نسأل الله التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة  متمنية من مسؤلينا في وزارة التعليم النظر في حيثيات هذا النظام والذي لا يخلو من الأخطاء ولا بأس من إدخال عليه بعض التعديلات والتي تصب في صالح الطالب أولا وأخيرا.

                                             بقلم / ايمان صديق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق